petmanuals.com
وفي النهاية، الأمر في الشرق الأوسط معقد للغاية فما يحدث في سوريا واليمن والخليج العربي، بالإضافة للمعارك الدائرة الآن في ليبيا، بالإضافة للقضية الكبرى فلسطين، ومع وجود الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في المنطقة وكل منهما يدعم طرفًا على الآخر، فذلك ينذر بحرب كبرى ستقضي على كل ما تبقى في الشرق الأوسط. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
فتجربة حرب الثماني سنوات علمت ملالي طهران دروسا ثمينة في ضرورة تجزأة الحروب وجعلها حلقات وخطوات تلد الواحدة منها أختها التالية. مع امتلاك جيش قوي كبير ومهيب ومجهز بكل أسلحة الدمار المشروعة وغير المشروعة، فقط لإلقاء الرعب في قلب الفريسة. وما فعله بملايين السوريين، و(معهم دول عديدة عربية وأوربية وأمريكية تدعي صداقة الشعب السوري)، كان مِرانا مُضافا نافعا تعلم منه أن إنهاك إرادة الشعوب، وتمزيق وحدة فصائلها المقاتلة، بسياسة النفس الطويل، وعلى مراحل، وبأسلوب الخطوة خطوة، أفضل وأنجع ألف مرة من غزو عسكري تقليدي لم يعد مسموحا به في العصر الحديث. وما تفعله إيران اليوم في مقايضاتها وتفاهماتها مع أمريكا وأوربا ليس سوى خطوة أولى في حربها القادمة في المنطقة. رغم أن من غير المتوقع وغير المنطقي والمعقول أن تتخلى القيادة الإيرانية العنيدة عن طموحها النووي، مهما كان الثمن، ومهما كانت المغريات. والمماطلة والمراوغة والبراعة في كسب الوقت من أهم مواهب القيادة المعممة في طهران. ويبدو أنها إيران بلغت في مسيرتها النووية نقطة متقدمة مطمئنة تستطيع التوقف عندها لالتقاط الأنفاس، واستعادة العافية الاقتصادية والسياسية بعد أن أنهكتها العقوبات، ولكن بما لا يقتل طموحها النووي، ولا يسلبها المعدات والمفاعلات واليورانيوم المخصب.