ومن الطيور التي تلعن مبغضي علي بن أبي طالب (ع) القنابر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله خلق خلقا ليسوا من ولد آدم يلعنون مبغضي علي بن أبي طالب. قال أنس: من هم يا رسول الله؟ قال: هم القنابر ينادون في الأسحار على رؤس الأشجار الا لعنة الله على مبغضي علي بن أبي طالب. (بسم الله الرحمن الرحيم) والسلام على عباده الذين اصطفى ولا ينصر لعنها على مبغضي علي (ع) وأيضا تلعن قاتل الحسين.
ولكن الله سبحانه وتعالى ، كان قد أفهم سليمان ، عليه السلام ، ما يتخاطب به الطيور في الهواء ، وما تنطق به الحيوانات على اختلاف أصنافها; ولهذا قال: ( علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء) أي: مما يحتاج إليه الملك ، ( إن هذا لهو الفضل المبين) أي: الظاهر البين لله علينا. قال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان داود ، عليه السلام ، فيه غيرة شديدة ، فكان إذا خرج أغلقت الأبواب ، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع ". قال: " فخرج ذات يوم وأغلقت الأبواب ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار ، فإذا رجل قائم وسط الدار ، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل ، والدار مغلقة ؟ والله لنفتضحن بداود ، فجاء داود ، عليه السلام ، فإذا الرجل قائم وسط الدار ، فقال له داود: من أنت ؟ قال: الذي لا يهاب الملوك ، ولا يمتنع من الحجاب. فقال داود: أنت والله إذا ملك الموت. مرحبا بأمر الله ، فتزمل داود ، عليه السلام ، مكانه حتى قبضت نفسه ، حتى فرغ من شأنه وطلعت عليه الشمس ، فقال سليمان ، عليه السلام ، للطير: أظلي على داود ، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهما الأرض ، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا " قال أبو هريرة: يا رسول الله ، كيف فعلت الطير ؟ فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ، وغلبت عليه يومئذ المضرحية.