petmanuals.com
وفِي الِانْتِقالِ مِنَ الغَيْبَةِ إلى التَّكَلُّمِ في قَوْلِهِ بِآياتِنا التِفاتٌ. والباءُ في بِآياتِنا لِتَأْكِيدِ تَعْدِيَةِ الفِعْلِ إلى المَفْعُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ ﴿وامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦]، وقَوْلِ النّابِغَةِ: ؎لَكَ الخَيْرُ إنْ وارَتْ بِكَ الأرْضُ واحِدًا وقَوْلِهِ تَعالى ﴿وما نُرْسِلُ بِالآياتِ إلّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: ٥٩].
فَلَمّا أتى الِاسْتِئْنافانِ الأوَّلانِ عَلى دَلائِلِ صُنْعِ اللَّهِ في السَّماواتِ والأرْضِ جاءَ في هَذا الثّالِثِ دَلِيلٌ عَلى بَدِيعِ صُنْعِ اللَّهِ بِخَلْقِ البَحْرِ وتَيْسِيرِ الِانْتِفاعِ بِهِ في إقامَةِ نِظامِ (p-١٨٩)المُجْتَمَعِ البَشَرِيِّ، وتَخَلَّصَ مِنهُ إلى اتِّخاذِ فَرِيقٍ مِنَ النّاسِ مُوجِباتِ الشُّكْرِ دَواعِيَ كُفْرٍ.
خص الله عز وجل نفسه بعلم مفاتيح الغيب الخمسة، ولم يجعل لأحد من خلقه فيها نصيباً، فهو سبحانه الذي يعلم متى تقوم الساعة، وهو الذي يعلم متى ينزل المطر وفي أي موضع من الأرض يكون ذلك، وهو الذي يعلم ما في الأرحام، ويعلم ماذا تكسب الأنفس في مستقبلها، ويعلم كيف تنتهي حياة كل نفس ومتى وأين. تفسير قوله تعالى: (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله... ) تفسير قوله تعالى: (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين... ) تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده... ) تفسير قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث... ) قراءة في كتاب أيسر التفاسير هداية الآيات قال: [ من هداية الآيات: أولاً: فضيلة الصبر والشكر والجمع بينهما خير من افتراقهما].
[ثالثاً: التحذير من الاغترار بالحياة الدنيا، والتحذير من الشيطان -أي من اتباعه- والاغترار بما يزينه ويحسنه من المعاصي]، إي نعم، حذرنا الله من شيئين: أولاً: من الاغترار بالدنيا وزخارفها وطعامها وشرابها فهي زائلة كالظل ويذهب ولا يدوم. ثانياً: حذرنا من الشيطان وما يزينه لنا؛ ليغرينا ويخدعنا والعياذ بالله، شيطان الإنس أو شيطان الجن، فلنحذر هذين المسألتين. [رابعاً: بيان مفاتح الغيب الخمسة واختصاص الرب تعالى بمعرفتها]. إي نعم، مفاتح الغيب خمسة فلا ننسى، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان:34]، فلا نسمع من دجال ولا منجم ولا فيلسوف يقول كذا وكذا، لا المطر ولا ما في البطن ولا ماذا يحدث غداً ولا متى الموت ولا.. من خمسة أشياء تسمى: مفاتح الغيب، هذه مفاتح الغيب يملكها الله وحده فقط، لا يملكها أحد غيره. [خامساً: كل مدع لمعرفة الغيب من الجن والإنس فهو طاغوت يجب لعنه ومعاداته]، فكل من يدعي علم الغيب من شياطين الإنس والجن، من الجان أو الإنس ينبغي أن يلعن ويبعد ولا يقبل منه كلام، إذا الغيب استأثر الله به فلا يعلمه إلا هو.